يقول القرآن بعد الحروف المقطعة (غلبت الروم في أدنى الأرض) وهم قريب منكم يا أهل مكّة، إذ أنّهم في شمال جزيرة العرب، في أراضي الشام في منطقة بين "بصرى" و"أذرعات".
ومن هنا يعلم بأنّ المراد من الروم هنا هم الروم الشرقيون، لا الروم الغربيون.
ويرى بعض المفسّرين كالشيخ الطوسي في تفسير "التبيان" - أن من المحتمل أن يكون المراد بأدنى الأرض المكان القريب من بلاد فارس، أي إن المعركة وقعت في أقرب نقطة بين الفرس والروم.
(2)
وصحيحٌ أن التّفسير الأوّل معه الألف واللام للعهد - في "الأرض" مناسبٌ أكثر، ولكن ومن جهات متعددة - كما سنذكرها - يبدوا أن التّفسير الثّاني أصحّ من الأول!
ويوجد هنا تفسير ثالث، ولعلّه لا يختلف من حيث النتيجة مع التّفسير الثاني، هو أنّ المراد من هذه الأرض - هي أرض الروم، أي إنّهم غلبوا في أقرب حدودهم مع بلاد فارس، وهذا يشير إلى أهمية هذا الإندحار وعمقه، لأنّ الإندحار في المناطق البعيدة والحدود المترامية البعد ليس له أهمية بالغة، بل المهم أن تندحر دولة في أقرب نقاطها من حدودها مع العدو، إذ هي فيها أقوى وأشدّ من غيرها.
(الم غلبت الروم) وهم النصارى غلبتهم فارس المجوس .