ثمّ يشير القرآن إلى الجماعات المختلفة من الناس في يوم القيامة، فيقول: (ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون فأمّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون).
كلمة "يحبرون" مأخوذة من مادة "حبر" على زنة "قشر" ومعناها الأثر الرائق الرائع، كما يطلق هذا التعبير على حالة السرور والفرح التي يظهر أثرها على الوجه أيضاً، وحيث أن قلوب أهل الجنّة في غاية السرور والفرح بحيث أن آثارها تظهر في وجودهم قاطبة، فقد استعمل هذا التعبير لهذه الحالة أيضاً.
و"الروضة" معناها المكان الذي تكثر فيه الأشجار والماء، ولذلك تطلق هذه الكلمة على البساتين النضرة بأشجارها واخضرارها.. وقد جاءت هذه الكلمة هنا بصيغة التنكير لغرض التعظيم والمبالغة، أي إنّهم في أفضل الجنان وأعلاها التي تبعث السرور، فهم منعمون، بل غارقون في نعيم الجنّة.
(ويوم تقوم الساعة يومئذ) تأكيد (يتفرقون) أي المؤمنون والكافرون .