والآية التي تلتها، والتي تبيّن خامس آية من آيات عظمة الله، تتجه أيضاً إلى "الآيات في الآفاق" وتتحدث عن البرق والرعد والغيث وحياة الأرض بعد موتها فتقول: (ومن آياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً).
"الخوف" ممّا يخطر على البال من احتمال نزول الصاعقة مع البرق فتحرق كل شيء تقع عليه وتحيله رماداً.
"والطمع" من جهة نزول الغيث الذي ينزل بعد البرق والرعد على هيئة قطر أو مزنة.
وعلى هذا فإنّ البرق السماوي مقدمة لنزول الغيث (بالإضافة إلى فوائد البرق المختلفة المهمة والتي كشف العلم عنها أخيراً وقد تحدثنا عنه في بداية سورة الرعد"(1).
ثمّ يضيف القرآن معقباً (وينزل من السماء ماءً فيحي به الأرض بعد موتها).
الأرض الميتة التي لا يؤمل فيها الحياة والنبات، تهتز بنزول الغيث الذي يمنحها الحياة، فتحيا وتظهر آثار الحياة عليها على هيئة الأزهار والنباتات، بحيث لا تصدق أحياناً أنّها الأرض الميتة سابقاً.
ويؤكّد القرآن في نهاية هذه الآية مضيفاً: (إنّ في ذلك لآيات لقوم يعقلون)ويفهمون أن وراء هذه الخطة المدروسة يداً قادرة تقودها وتهديها، ولا يمكن أن تكون المسألة وليدة الصدفة والضرورة العمياء الصّماء أبداً.
(ومن ءاياته يريكم البرق خوفا) من الصاعقة وللمسافر (وطمعا) في المطر وللحاضر (وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) يتفكرون بعقولهم ليعلموا قدرة مدبرها وحكمته .