تقول أوّلا: اذا كان الأمر كذلك، فعليك بالصبر والإستقامة امام الحوادث المختلفة، وفي مقابل انواع الأذى والبهتان والمصاعب (فاصبر).
لأنّ الصبر والإستقامة هما مفتاح النصر الأصيل.
وليكون النّبي(ص) أكثر اطمئناناً، فإنّ الآية تضيف (إن وعد الله حق) فقد وعدك والمؤمنين بالنصر، والإستخلاف في الأرض، وغلبة الإسلام على الكفر، والنور على الظلمة، والعلم على الجهل.
وسوف يُلبس هذا الوعد ثوب العمل!.
وكلمة "الوعد" هنا إشارة إلى الوعود المكررة التي وعدها القرآن في انتصار المؤمنين، ومن ضمنها الآية (47) من هذه السورة (وكان حقّاً علينا نصر المؤمنين).
والآية (51) من سورة غافر (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنياويوم يقوم الإشهاد!).
وتقول الآية (56) من سورة المائدة أيضاً (فإنّ حزب الله هم الغالبون).
وتأمر ثانياً بضبط الأعصاب والهدوء وعدم الإنحراف في المواجهة الشديدة والمتتابعة، حيث تقول الآية: (ولا يستخفنّك الذين لا يوقنون).
إنّ مسؤوليتك أن تتحمل كل شيء، وأن يتسع صدرك وخلقك لجميع الناس فهذا هو الجدير بقائد وزعيم لأمثال هؤلاء.
كلمة (لا يستخفنّك) مشتقّة من "الخفة" وهي خلاف الثقل، أي كن رزيناً قائماً على قدميك لئلا يهزك مثل هؤلاء الأفراد ويحركوك من مكانك، وكن ثابتاً ومواصلا للمسيرة باطمئنان، إذ أنّهم فاقدوا اليقين، وأنت مركز اليقين والإيمان!.
هذه السورة بدأت بوعد انتصار المؤمنين على الأعداء، وانتهت أيضاً بهذا الوعد، إلاّ أن شرطها الأساس هو الصبر والاستقامة!.
ربّنا، هب لنا صبراً واستقامة حتى لا يهزنا طوفان الحوادث والمشاكل من مكاننا أبداً.
إلهنا، نلتجىء إلى ذاتك المقدسة، ألاّ نكون من زمرة الذين لا تؤثر في قلوبهم الموعظة والنصح والإرشاد والعبر والنذر!.
إلهنا، إن أعداءنا متحدون، وهم مسلّحون بأنواع الأسلحة الشيطانية، فانصرنا - ربّنا - على أعدائنا في الخارج، وشيطاننا في الداخل.
آمين يا رب العالمين
انتهاء سورة الروم
(فاصبر) على أذاهم (إن وعد الله) بنصرك وإعلاء دينك (حق) منجز لا محالة (ولا يستخفنك) لا يحملنك على الخفة والضجر (الذين لا يوقنون).