الآية التي بعدها تردّ بأرقى اُسلوب على هذا المنطق الأجوف الخدّاع وتنسفه من الأساس، وبطريق مخاطبة الرّسول (ص) تقول الآية الكريمة: قل لهم: إنّ ربّي يرزق من يشاء ويقدر لمن يشاء، وذلك أيضاً طبق مصالح مرتبطة بإمتحان الخلق وبنظام حياة الإنسان، وليس له أي ربط بقدر ومقام الإنسان عند الله سبحانه وتعالى: (قل إن ربّي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر).
وعليه فلا يجب إعتبار سعة الرزق دليلا على السعادة، وقلّته على الشقاء.
(ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
طبعاً أكثر الجهّال المغفّلين هم كذلك، وإلاّ فإنّ هذا الأمر واضح للعارف.
ثمّ تتابع الآيات هذا المعنى بصراحة أكثر.
﴿قُلْ﴾ رد عليهم ﴿إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ﴾ يوسعه ويضيقه بحسب المصالح لا لكرامة وهوان ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ ذلك.