في الآية التي بعدها، يشطب القرآن الكريم على جميع تلك الإدّعاءات الواهية، مع أنّها واضحة البطلان، فيقول: (وما آتيناهم من كتب يدرسونها، وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير).
وهي إشارة إلى أنّ هذه الإدّعاءات يمكنها أن تكون مقبولة فيما لو جاءهم رسول من قبل بكتاب سماوي يخالف مضمونه الدعوة الجديدة، فلا بأس أن ينبروا لتكذيبها، وينادوا بتراث الأجداد تارةً، وبتكذيب الدعوة الجديدة تارةً اُخرى، أو إتّهام من جاء بها بالسحر.
أمّا من لا يعتمد إلاّ على فكره الشخصي - بدون أي وحي من السماء - وبدون أن يكون له نصيب من علم، فلا يحقّ له الحكم لمجرّد تلفيقه الخرافات والأوهام.
ويستفاد من هذه الآية أيضاً أنّ الإنسان لا يمكنه أن يطوي طريق الحياة بعقله فقط، بل لابدّ أن يستمدّ المعونة من وحي السماء ويتقدّم إلى الأمام بالإستعانة بالشرائع، وإلاّ فهي الظلمات والخوف من التيه.
﴿وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا﴾ تصحح لهم الإشراك ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ﴾ يأمرهم به فلا مستند لهم سوى التقليد والعناد.