ثمّ يضيف تعالى (إن كانت إلاّ صيحة واحدة فإذا هم خامدون).
هل أنّ تلك الصيحة كانت صدى صاعقة نزلت من الغيوم على الأرض وهزّت كلّ شيء، ودمّرت كلّ العمران الموجود، وجعلت القوم من شدّة الخوف والوحشة يستسلمون للموت؟
أو أنّها كانت صيحة ناتجة عن زلزلة خرجت من قلب الأرض فضجّت في الفضاء بحيث أنّ موج إنفجارها أهلك الجميع.
أيّاً كانت فإنّها لم تكن سوى صيحة لم تتجاوز اللحظة الخاطفة في وقوعها، صيحة أسكتت جميع الصيحات، هزّة أوقفت كلّ شيء عن التحرّك، وهكذا هي قدرة الله سبحانه وتعالى، وهكذا هو مصير قوم ضالّين لا نفع فيهم.
﴿إِن﴾ ما ﴿كَانَتْ﴾ العقوبة ﴿إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾ صاح بهم جبرائيل ﴿فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾ ميتون كأنهم كانوا نارا فصاروا رمادا.