الآية التالية- لأجل توضيح هذه النعمة العظيمة- تتعرّض لذكر الحالة الناشئة من تغيير هذه النعمة فتقول: (وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون).
فنصدّر أمرنا لموجة عظيمة فتقلب سفنهم، أو نأمر دوّامة بحرية واحدة ببلعهم، أو يتقاذفهم الطوفان بموجة في كلّ إتّجاه بأمرنا، وإذا أردنا فنستطيع بسلبنا خاصّية الماء ونظام هبوب الريح وهدوء البحر وغير ذلك أن نجعل الإضطراب صفة عامّة تؤدّي إلى تدمير كلّ شيء، ولكنّنا نحفظ هذا النظام الموجود ليستفيدوا منه. وإذا وقعت بين الحين والحين حوادث من هذا القبيل فإنّ ذلك لينتبهوا إلى أهميّة هذه النعمة الغامرة.
"صريخ" من مادّة "صرخ" بمعنى الصياح. و "ينقذون" من مادّة "نقذ" بمعنى التخليص من ورطة.
﴿وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ﴾ مغيث ﴿لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ﴾ من الغرق