وبعد التعرّض إلى نعمة الطمأنينة وراحة البال التي هي أساس جميع النعم الاُخرى وشرط الإستفادة من جميع المواهب والنعم الإلهية الاُخرى، ينتقل إلى ذكر بقيّة النعم فيقول تعالى: (هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون)(2).
(أزواج) تشير إلى الزوجة التي يعطيها الله في الجنّة، أو الزوجة المؤمنة التي كانت معه في الدنيا.
وأمّا ما احتمله البعض من أنّها بمعنى (النظائر) كما في الآية- 22 سورة الصافات (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) الآية فيبدو بعيداً.
خصوصاً أنّ (أرائك) جمع (أريكة) وهي الحجلة على السرير. كما يقول أرباب اللغة(3).
التعبير بـ (ظلال) إشارة إلى أنّ أشجار الجنّة تظلّل الأسرة والتخوت التي يجلس عليها المؤمنون في الجنّة، أو إشارة إلى ظلال قصورهم، وكلّ ذلك يدلّل على وجود الشمس هناك، ولكنّها ليست شمساً مؤذية، نعم فإنّ لهم في ذلك الظلّ الملائم لأشجار الجنّة سروراً ونشاطاً عظيمين.
﴿هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ﴾ لا تصيبهم الشمس جمع ظل أو ظلة ﴿عَلَى الْأَرَائِكِ﴾ السرر في الحجال ﴿مُتَّكِؤُونَ﴾.