(نسارع لهم في الخيرات).
فهل يتصوّرون أنّ أموالهم الوافرة وكثرة أولادهم دليل على أنّهم على حقّ، ودليل على قرب منزلتهم من الله؟ (بل لا يشعرون) أنّ كثرة أموالهم وأولادهم نوع من العذاب، أو مقدّمة للعذاب ولعقاب الله، إنّهم لا يدركون أنّ ما أغدق عليهم ربّهم من نعم إنّما هو من أجل أن يتورّطوا في العقاب الإلهي.
ويمسي عقابهم أشدّ ألماً، لأنّ الإنسان إذا اُغلقت دونه أبواب النعمة ثمّ حلَّ به العذاب، فقد لا يكون بتلك الدرجة موجعاً ومؤلماً أمّا الذين يعيشون في أوساط مرفّهة ثمّ يلقى بهم في دهاليز السجون والزنزانات المرعبة، فسيكون ألم ذلك شديداً عليهم جدّاً.
كما أنّ زيادة النعمة من شأنها أن تزيد حجب الغفلة والغرور عليهم فتمنعهم من العودة إلى طريق الصواب.
وهذا هو ما أشارت إليه معظم آيات القرآن في قضيّة (الإستدراج في النعم)(1).
وكلمة "نمدّ" مشتة من "الإمداد" وهو إتمام النقص والحيلولة دون القطع، وإيصال الشيء إلى نهايته.
﴿نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ﴾ ليس ذاك كما يظنون وإنما ذاك استدراج لهم ﴿بَل لَّا يَشْعُرُونَ﴾ أنه استدراج.