وبعد نفي تصورات هؤلاء الغافلين، تستعرض هذه الآيات وضع المؤمنين والمسارعين في الخيرات، وتبيّن صفاتهم الرئيسيّة، فتقول: (إنّ الذين هم من خشية ربّهم مشفقون).
والخشية لا تعني مطلقاً الخوف، بل تعني الخوف المقترن بالتعظيم والتقديس.
وكلمة "المشفق" مشتقّة من "الإشفاق" ومن أصل: الشفق، أي: الضياء المخالط للظلمة، وتعني الخوف الممزوج بالمحبّة والإجلال.
ولكون الخشية ذات جانب عاطفي، والإشفاق ذا جانب عملي، ذكرا معاً إيضاحاً للعلّة والمعلول في الآية.
فهي تعني أنّ الخوف المخلوط بتعظيم الله قد استقرّ في قلوبهم، وقد بدت علائمه في أعمالهم وإلتزامهم بالتعاليم الإلهيّة.
أي أنّ الإشفاق مرحلة تكاملية للخشية، وهو ما يؤثّر في عمل الإنسان فيجنّبه ارتكاب الذنوب، ويدفعه إلى القيام بمسؤولياته.
﴿إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم﴾ من خوفه ﴿مُّشْفِقُونَ﴾ لازمون لطاعته.