بعد هذا تأتي مرحلة الإيمان بالمعاد والبعث، والإهتمام الخاص الذي يوليه المؤمنون الحقيقيّون لهذه القضيّة، التي تساعدهم عمليّاً في السيطرة على أعمالهم وأقوالهم، فتقول الآية: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة إنّهم إلى ربّهم راجعون).
إنّهم ليسوا كالشخص الكسول الدنيء الهمّة الذي يأتي بأقلّ الأعمال ثمّ يتصوّر انّه من المقرّبين عند الله.
ويتملّكه العجب والغرور بحيث يرى الآخرين صغار وحقراء، بل إنّ هؤلاء لا يطمئنّون ولا يبتهجون بأكبر عمل مهما زكا وسما، بل وينجزون الأعمال الصالحة التي تعادل عبادة الثقلين.
ومع كلّ هذا يقولون: آه من قلّة الزاد وبعد السفر!
﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا﴾ يعطون ما أعطوا من الصدقة أو أعمال البر كلها ﴿وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾ خائفة أن لا يقبل منهم ﴿أَنَّهُمْ﴾ أي لأنهم ﴿إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾ وهو علام السرائر.