التّفسير
الاُمم الضالّة السابقة:
بما أنّ المسائل السابقة المتعلّقة بالمجرمين والضالّين لا تختّص بزمان ومكان معينين، فالقرآن يتوسّع في الآيات التي تبحث بشكل مفصّل عن هذه المسائل، ويهيء الأرضية في عدّة آيات قصيرة ومختصرة لشرح اُمور كثيرة عن الاُمم السابقة، والتي بالإطلاع عليها تكون أدلّة ناطقة للبحوث السابقة. ومن تلك الاُمم أقوام نوح وإبراهيم وموسى وهارون ولوط ويونس وغيرهم، إذ يقول: (ولقد ضلّ قبلهم أكثر الأوّلين).
فمشركو مكّة ليسوا هم الوحيدين الذين ابتلوا بالضلال نتيجة سيرهم على نهج أجدادهم الأوّلين، وإنّما إبتليت قبلهم الكثير من الاُمم السابقة بنفس المصير.
والتذكير بهذا الأمر إنّما جاء لتسلية رسول الله (ص) والثلّة من أصحابه المؤمنين الذين كانوا في مكّة- آنذاك- محاصرين من قبل العدو من كلّ الجوانب.
﴿وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ﴾ قبل قومك ﴿أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ﴾.