وبعد شرح الآيات السابقة لهذه الصفات الأربعة تقول الآية: (اُولئك يسارعون في الخيرات) والأعمال الحسنة، والسعادة الحقيقيّة ليست كما يتصوّرها المترفون الغافلون المغرورون بالحياة الدنيا.
إنّما هي في إنجاز الأعمال الصالحة قربةً إلى الله كما يفعل المؤمنون الصادقون، المتّصفون بالخصائص الإيمانيّة والأخلاقية السالفة الذكر الذين يسارعون في الخيرات.
وقد رسمت الآيات السابقة صورة واضحة لصفات هذه القدوة من المؤمنين، فبدأت أوّلا بالخوف الممتزج بتعظيم الله، وهو الدافع إلى الإيمان به ونفي الشرك عنه.
وإنتهت بالإيمان بالمعاد حيث محكمة العدل الإلهي، الذي يشكّل الشعور بالمسؤولية.
ويدفع الإنسان إلى كلّ عمل طيّب.
فهي تبيّن أربع خصال للمؤمنين ونتيجةً واحدةً.
(فتأمّلوا جيداً).
قوله "يسارعون" من باب "مفاعلة" وتعني "التسابق"، وهو تعبير جميل يصوّر حال المؤمنين وهم يتسابقون إلى هدف كبير سام.
كما يبيّن تنافسهم في إنجاز الأعمال الصالحة دون ملل وكلل.
﴿أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ﴾ يبادرون الطاعات رغبة فيها أو يتعجلون خيرات الدنيا بمبادرتهم الطاعات الموجبة لها لتقابل إثباته لهم نفيه عن أضدادهم ﴿وَهُمْ لَهَا﴾ لأجلها ﴿سَابِقُونَ﴾ الناس إلى الجنة أو فاعلون السبق.