القرآن الكريم يوضّح هذا الأمر في جملة قصيرة ولكنّها مليئة بالمعاني، فيقول تعالى: (فلمّا أسلما وتلّه للجبين)(1).
مرّة اُخرى تطرّق القرآن هنا بإختصار، كي يسمح للقاريء متابعة هذه القصّة بإنشداد كبير.
قال البعض: إنّ المراد من عبارة (تلّه للجبين) هو أنّه وضع جبين ولده- طبقاً لإقتراحه- على الأرض، حتّى لا تقع عيناه على وجه إبنه فتهيج عنده عاطفة الاُبوّة وتمنعه من تنفيذ الأمر الإلهي.
على أيّة حال كبّ إبراهيم (ع) إبنه على جبينه، ومرّر السكّين بسرعة وقوّة على رقبة إبنه، وروحه تعيش حالة الهيجان، وحبّ الله كان الشيء الوحيد الذي يدفعه إلى تنفيذ الأمر ومن دون أي تردّد.
إلاّ أنّ السكّين الحادّة لم تترك أدنى أثر على رقبة إسماعيل اللطيفة.
وهنا غرق إبراهيم في حيرته، ومرّر السكّين مرّة اُخرى على رقبة ولده، ولكنّها لم تؤثّر بشيء كالمرّة السابقة.
نعم، فإبراهيم الخليل يقول للسكّين: إذبحي، لكنّ الله الجليل يعطي أوامره للسكّين أن لا تذبحي، والسكّين لا تستجيب سوى لأوامر الباري عزّوجلّ.
﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا﴾ استسلما لأمر الله أو سلم الأب ابنه والابن نفسه ﴿وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ صرعه عليه وهو أحد جانبي الجبهة وقيل كبه على وجهه باستدعائه كيلا يراه فيرق له