ولكي لا يبقى برنامج إبراهيم ناقصاً، وتتحقّق أُمنية إبراهيم في تقديم القربان لله، بعث الله كبشاً كبيراً إلى إبراهيم ليذبحه بدلا عن إبنه إسماعيل، ولتصير سنّة للأجيال القادمة التي تشارك في مراسم الحجّ وتأتي إلى أرض (منى) (وفديناه بذبح عظيم).
ما المراد بالذبح العظيم؟
هل أنّه يقصد منه الجانب الجسمي والظاهري؟
أو لأنّه كان فداء عن إسماعيل؟
أو لأنّه كان لله وفي سبيل الله؟
أو لأنّ هذه الاُضحية بعثها الله تعالى إلى إبراهيم؟
المفسّرون قالوا الكثير بشأنها، ولكن لا يوجد أي مانع يحول دون جمع كلّ ما هو مقصود أعلاه.
وإحدى دلائل عظمة هذا الذبح، هو إتّساع نطاق هذه العملية سنة بعد سنة بمرور الزمن، وحالياً يذبح في كلّ عام أكثر من مليون اُضحية تيمنّاً بذلك الذبح العظيم وإحياءاً لذلك العمل العظيم.
"فديناه" مشتقّة من (الفداء) وتعني جعل الشيء مكان الشيء لدفع الضرر عنه، لذا يطلق على المال الذي يدفع لإطلاق سراح الأسير (الفدية) كما تطلق (الفدية) على الكفّارة التي يخرجها بعض المرضى بدلا عن صيامهم.
وبشأن كيفية وصول الكبش العظيم إلى إبراهيم (ع)، أعرب الكثير من المفسّرين عن إعتقادهم في أنّ جبرئيل أنزله، فيما قال البعض الآخر: إنّه هبط عليه من أطراف جبال (منى)، ومهما كان فإنّ وصوله إلى إبراهيم كان بأمر من الله.
﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ بكبش أملح سمين كان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة