التّفسير
أعذار المنكرين المختلفة:
تحدّثت الآيات السابقة عن إعراض الكفّار وإستكبارهم إزاء الرّسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).
وتناولت هذه الآيات أعذارهم في هذا المجال والردّ عليهم، وشرحت الدوافع الحقيقيّة لإعراض المشركين عن القرآن والرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويمكن تلخيصها في خمس مراحل:
الاُول: (أفلم يدبّروا القول).
فأوّل سبب لتعاستهم هو تعطيل التفكّر في مضمون دعوة النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولو تفكّروا مليّاً لما بقيت مشكلة لديهم.
وفي المرحلة الثّانية تقول الآية: (أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأوّلين).
سألت الآية مستنكرةً: أكانت الدعوة إلى التوحيد والمعاد، والهدى إلى الأعمال الصالحة مختصّة بهم دون آبائهم الأوّلين، ليحتجّوا بأنّها بدعةً، ويقولوا: لماذا لم يبعثه الله للأوّلين، وهو لطيف بعباده؟
ليس لهم ذلك، لأنّ الإسلام من حيث المبادىء له مضمون سائر الرسالات التي حملها الأنبياء (عليهم السلام) فهذا التبرير غير منطقي ولا معنى له!
﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ﴾ أي القرآن فيستدلوا بإعجاز نظمه ووضوح حججه على صدق رسولنا ﴿أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ﴾ من الرسل.