إذ يقول القرآن: (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد).
"صافنات" جمع (صافنة) وقال معظم اللغويين والمفسّرين: إنّها تطلق على الجياد التي تقوم على ثلاث قوائم وترفع أحد قوائمها الإمامية قليلا ليمسّ الأرض على طرف الحافر، وهذه الحالة تخصّ الخيول الأصيلة التي هي على أهبّة الإستعداد للحركة في أيّة لحظة(1).
"الجياد" جمع (جواد) وتعني الخيول السريعة السير، وكلمة "جياد" مشتقّة في الأصل من (جود)، والجود عند الإنسان يعني بذل المال، وعند الخيول يعني سرعة سيرها. وبهذا الشكل فإنّ الخيول المذكورة تبدو كأنّها على أهبّة الإستعداد للحركة أثناء حالة توقّفها، وإنّها سريعة السير أثناء عدوها.
ويستشف من الآية مع القرائن المختلفة المحيطة بها، أنّه في أحد الأيّام وعند العصر إستعرض سليمان (ع) خيوله الأصيلة التي كان قد أعدّها لجهاد أعدائه، إذ مرّت تلك الخيول مع فرسانها أمام سليمان (ع) في إستعراض منسّق ومرتّب. وبما أنّ الملك العادل وصاحب النفوذ عليه أن يمتلك جيشاً قويّاً، والخيول السريعة إحدى الوسائل المهمّة التي يجب أن تتوفّر لدى ذلك الجيش، فقد جاء هذا الوصف في القرآن بعد ذكر مقام سليمان بإعتباره نموذجاً من أعماله.
﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ﴾ بعد الظهر ﴿الصَّافِنَاتُ﴾ الصافن من الخيل القائم على ثلاث وطرف الحافر الرابعة ﴿الْجِيَادُ﴾ جمع جواد وهو السريع في الجري.