التّفسير
هذا ما وُعِد به المتّقون:
آيات هذه السورة إنتقلت بنا إلى شكل آخر من الحديث، إذ أخذت تقارن بين المتّقين والعصاة المتجبّرين، وتشرح مصير كلّ منهما يوم القيامة، وهي بصورة عامّة تكمل بحوث الآيات السابقة.
في البداية، وكخلاصة لشرح حال الأنبياء السابقين والنقاط المضيئة في حياتهم، تقول الآية: (هذا ذكر)(1).
نعم، لم يكن الهدف من بيان مقاطع من تأريخ اُولئك الأنبياء الرائع والمثير سرد بعض القصص، وإنّما الهدف الذكر والتذكّر، كما أكّدت عليه بداية هذه السورة (ص والقرآن ذي الذكر).
فالهدف هو إيقاظ الأفكار، ورفع المستوى العلمي، وزيادة قوّة المقاومة والصمود لدى المسلمين الذي نزلت إليهم هذه الآيات(2).
ثمّ أخرجت الاُمور من طابعها الخاصّ وبيان أوضاع وأحوال الأنبياء، إلى طابعها العامّ، لتشرح بصورة عامّة مصير المتّقين، إذ تقول: (وإنّ للمتّقين لحسن مآب)(3).
﴿وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ﴾ عن الباقر (عليه السلام) أنه نبي مرسل سمي به لتكفله بصيام نهاره وقيام ليله والقول بالحق فوفى به ﴿وَكُلٌّ﴾ أي كلهم ﴿مِّنْ الْأَخْيَارِ هَذَا﴾ المذكور من أحوالهم ﴿ذِكْرٌ﴾ شرف لهم أو نوع من الذكر ﴿وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ﴾ مرجع في الآخرة.