وآخر عذاب لهم أنّ جلساءهم في جهنّم ذوو ألسنة بذيئة لا تنطق إلاّ بالقبيح من الكلام، فعندما يرد رؤساء الضلال النار، ويرون بأعينهم تابعيهم يساقون نحو جهنّم يخاطب بعضهم البعض ويقول له: (هذا فوج مقتحم معكم)(5).
فيجيبونهم (لا مرحباً بهم).
ثمّ يضيفون (إنّهم صالوا النار).
وعبارة (هذا فوج مقتحم معكم) مقترنة بالآيات التالية، وتنقل أحاديث أئمّة الضلال، إذ يخاطب بعضهم البعض فور ما يرون أتباعهم يساقون إلى جهنّم، بالقول: اُولئك سيحشرون معكم.
بعض المفسّرين قال: إنّه خطاب توجّهه الملائكة إلى أئمّة الكفر والضلال.
إلاّ أنّ المعنى الأوّل يعدّ أكثر تناسباً.
وتوضّح هذه العبارة أنّ متّبعي سبيل الضلال يردون نار جهنّم الرهيبة نتيجة تركهم البحث والتفكير، واتّباعهم لأهوائهم، إضافة إلى تقليدهم الأعمى لآبائهم الأوّلين.
﴿هَذَا فَوْجٌ﴾ جمع ﴿مُّقْتَحِمٌ﴾ داخل بشدة ﴿مَّعَكُمْ﴾ النار فيقول القادة ﴿لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ﴾ داخلوها مثلنا.