التّفسير
صفات تبعث الأمل في النفوس:
تواجهنا في مطلع السورة الحروف المقطعة وهي هنا من نوع جديد لم نعهده في السور السابقة، حيثُ افتتحت السورة بـ "حاء" و"ميم".
وبالنسبة للحروف المقطعة في مطلع السور كانت لنا بحوث كثيرة في معانيها ودلالاتها، تعرضنا إليها أثناء الحديث عن بداية سورة "البقرة"، وسورة "آل عمران" و "الأعراف" وسور اُخرى.
الشيء الذي تضيفه هنا، هو أنّ الحروف التي تبدأ به سورة المؤمن التي نحن الآن بصددها، تشير - كما يستفاد ذلك من بعض الرّوايات ومن آراء المفسّرين - إلى أسماء الله التي تبدأ بحروف هذه السورة، أي "حميد" و "مجيد" كما ورد ذلك عن الامام الصادق(ع)(1).
البعض الآخر ذهب إلى أنّ "ح" إشارة إلى أسمائه تعالى مثل "حميد" و "حليم" و "حنان"، بينما "م" إشارة إلى "ملك" و "مالك" و "مجيد".
وهناك احتمال في أن حرف "الحاء" يشير إلى الحاكمية، فيما يشير حرف "الميم" إلى المالكية الإلهية.
عن ابن عباس، نقل القرطبي "في تفسيره" أن "حم" من أسماء الله العظمى(2).
ويتّضح في نهاية الفقرة أنّ ليس ثمّة من تناقض بين الآراء والتفاسير الآنفة الذكر، بل هي تعمد جميعاً إلى تفسير الحروف المقطعة بمعنى واحد.
في الآية الثّانية - كما جرى على ذلك الأُسلوب القرآني ـ، حديث عن عظمة القرآن، وإشارة إلى أنّ هذا القرآن بكل ما ينطوي عليه من عظمة وإعجاز وتحدّ، إنّما يشتكّل في مادته الخام من حروف الألف باء... وهنا يكمن معنى الإعجاز.
﴿حم﴾ روي معناه الحميد المجيد