تنتقل الآيات الكريمة بعد ذلك للحديث عن أحد الموارد التي انتصر فيها الرسل نتيجة الحماية الإلهية والدعم الربّاني لهم، فتتحدث عن النّبي الكليم(ع): (ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب).
إنّ هداية الله لموسى تنطوي على معاني واسعة، إذ تشمل مقام النبوة والوحي، والكتاب السماوي (التوراة) والمعاجز لتي وقعت على يديه (ع) أثناء تنفيذه لرسالات ربّه وتبليغه إيّاها.
إن استخدام كلمة "ميراث" بالنسبة الى التوراة يعود إلى أنّ بني إسرائيل توارثوه جيلا بعد جيل، و كان بإمكانهم الإستفادة منه بدون مشقة; تماماً مثل الميراث الذي يصل إلى الإنسان بدون عناء وتعب، ولكنّهم فرّطوا بهذا الميراث الإلهي الكبير.
﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى﴾ المعجزات والتوراة الهادية إلى الدين ﴿وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ من بعده ﴿الْكِتَابَ﴾ التوراة.