الآية الأخيرة هي قوله تعالى: (ويريكم آياته فأيّ آيات الله تنكرون) هل تستطيعون إنكار آياته في الآفاق وفي أنفسكم؟ أم هل تنكرون آياته في خلقكم من تراب وتحويلكم عبر مراحل الخلق إلى ما أنتم عليه، أم أنّكم تنكرون آياته في الحياة والموت والمبدأ والمعاد؟ وهل يمكنكم إنكار آياته في خلق السماء والأرض أو الليل والنهار، أو خلقه لأُمور تساعد في استمرار حياتكم كالأنعام وغيرها؟
أينما تنظر وتمد البصر فثمة آيات الله وآثار العظمة في خلقه سبحانه وتعالى: "عميت عين لا تراك".
يقول المفسّر الكبير العلاّمة "الطبرسي" في تفسيره "مجمع البيان" في جوابه على هذا السؤال: ما هو سبب مثل هذا الإنكار مع وضوح الدلائل والعلامات ؟
يقول: إنّ ذلك يمكن أن يعود إلى ثلاثة أسباب هي:
1 - عبادة الأهواء والإنقياد إليها، لأنّ ذلك يؤدي إلى حجب الإنسان عن رؤية الحق، (وينساق وراء غرائزه، لأنّ الحق يحدّد هذه الغرائز من خلال فرض التكاليف والوظائف الربانية. لذلك يعمد هؤلاء إلى إنكار الحق برغم دلائله الواضحة).
2 - التقليد الأعمى للآخرين - خصوصاً السابقين - وهذا أمر يحجب الإنسان عن الحق.
3 - الأحكام والإعتقادات الباطلة المترسخة في وعي الإنسان، فيذعن لها وتحجبه عن دراسة الحق والأنفتاح على آيات الله تبارك وتعالى.
﴿وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ﴾ دلائل توحيده وقدرته ورحمته ﴿فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ﴾ وكلها جلية.