التّفسير
من هم المشركون؟
الآيات التي بين أيدنيا تستمر في الحديث عن المشركين والكافرين، وهي في الواقع إجابة لما صدر عنهم في الآيات السابقة، وإزالة لأي وهمّ قد يلصق بدعوة النّبي(ص).
يقول تعالى لرسوله الكريم: (قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إلىّ انّما إلهكم إله واحد).
فلا أدّعي أنّي ملك، ولست إنساناً أفضل منكم، ولست بربّكم، ولا ابن الله بل أنا إنسان مثلكم، وأختلف عنكم بتعليمات التوحيد والنبوّة والوحي، لا أريد أن أفرض عليكم ديني حتى تقفوا أمامي وتقاوموني أو تهددونني، لقد أوضحت لكم الطريق، وإليكم يعود التصميم والقرار النهائي.
ثمّ تستمر الآية: (فاستقيموا إليه واستغفروه)(1).
ثمّ تضيف الآية محذّرة: (وويل للمشركين).
﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا﴾ متوجهين ﴿إِلَيْهِ﴾ بالتوحيد وإخلاص الدين ﴿وَاسْتَغْفِرُوهُ﴾ من الشرك ﴿وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ﴾ تهديد لهم.