التّفسير
قرناء السوء:
في أعقاب البحث السابق الذي تحدثت في الآيات الكريمة عن مصير "أعداء الله" جاءت الآيتان أعلاه لتشيران إلى نوعين من العقاب الأليم الذي ينتظر هؤلاء في الدنيا والأخرة.
يقول تعالى: (فإن يصبروا فالنار مثوى لهم)(1) ولا يمكنهم الخلاص منها لأنّها مصيرهم سواء صبروا أو لم يصبروا.
"مثوى" من "ثوى" على وزن "هوى" وتعني المقرومحل الإستقرار.
والآية الكريمة هذه تشبه الآية (16) من سورة "الطور" حيث قوله تعالى:
(اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم).
وكذلك تشبه الآية (21) من سورة "إبراهيم" حيث قوله تعالى: (سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص).
وللتأكيد على هذا الأمر تضيف الآية: (وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين).
"يستعتبون" مأخوذه في الأصل من (العتاب) وتعني إظهار الخشونة، ومفهوم ذلك أنّ الشخص المذنب سيستسلم للوم صاحب الحق كي يعفو عنه ويرضى عنه، لذلك فإنّ كلمة (استعتاب) تعني الإسترضاء وطلب العفو(2).
﴿فَإِن يَصْبِرُوا﴾ التفات ﴿فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ﴾ ولا ينفعهم التصبر ﴿وَإِن يَسْتَعْتِبُوا﴾ يطلب العتبى أي الرضا ﴿فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ﴾ المرضيين.