وللتأكيد على قضية العذاب، يأتي قوله تعالى: (ذلك جزاء أعداء الله النّار)(2).
وهذه النّار ليست مؤقتة زائلة بل: (لهم فيها دار الخلد) نعم، فذلك: (جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون)(3).
إنهم لم ينكروا الآيات الإلهية وحسب، بل منعوا الآخرين من سماعها.
"يجحدون" من "جحد" على وزن "عهد" وتعني في الأصل كما يرى "الراغب" في "المفردات": إلغاء ونفي شيء ثابت في القلب، أو إثبات شيء منفي في القلب. أو هو بعبارة اُخرى: إنكار الحقائق مع العلم بها، وهذا من أسوأ أنواع
الكفر (راجع نهاية الآية (14) من سورة النمل).
إنّ الإنسان عندما يصاب ببلاء معين، خاصة إذا كان بلاءاً شديداً، فإنّه يفكر بمسببه الأصلي كي يعثر عليه وينتقم منه، وأحياناً يود تقطيعه قطعة قطعة إذا استطاع ذلك.
﴿ذَلِكَ﴾ المتوعد ﴿جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ﴾ بيان لجزاء أو خبر محذوف ﴿لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ﴾ الإقامة دائما ﴿جَزَاء بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾ وضع موضع يلغون إقامة للسبب مقام المسبب.