الآية التي بعدها تتحول من الحديث عن التوحيد والمعاد إلى القرآن والنبوّة، وتحذّر الكفار المعاندين بقوله تعالى: (إنّ الذين كفروا بالذكر لما جاءهم)(1).
إنّ إطلاق وصف "الذكر" على القرآن يستهدف تذكير الإنسان وإيقاظه، وشرح وتفصيل الحقائق له بشكل إجمالي عن طريق فطرته، وقد ورد نظير ذلك في الآية (التاسعة) من سورة "الحجر" في قوله تعالى: (إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون).
ثمّ تنعطف الآية لبيان عظمة القرآن فتقول: (وإنّه لكتاب عزيز).
إنّه كتاب لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله أو أن يتغلب عليه، منطقه عظيم واستدلاله قوي، وتعبيره بليغ منسجم وعميق، تعليماته جذرية، وأحكامه متناسقة متوافقة مع الأحتياجات الواقعية للبشر في أبعاد الحياة المختلفة.
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ﴾ القرآن ﴿لَمَّا جَاءهُمْ﴾ وخبر إن مقدر أي يجازون أولئك ينادون ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ﴾ غالب بقوة حججه أو عديم النظير.