بعد الحروف المقطعة تتحدث الآية الكريمة عن الوحي، فتقول: (كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم).
"كذلك" إشارة إلى محتوى السورة ومضامينها.
ومصدر الوحي واحد، وهو علم الله وقدرته، ومحتوى الوحي في الأصول والخطوط العريضة واحد أيضاً بالنسبة لجميع الأنبياء والرسالات، بالرغم من أنّهناك خصوصيات بين دعوة نبي وآخر بحسب حاجة الزمان والمسيرة التكاملية للبشر(3).
وضروري أن نشير إلى أنّ الآيات التي نبحثها أشارت إلى سبع صفات من صفات الله الكمالية، لكل منها دور في قضية الوحي بشكل معين، ومن ضمنها الصفتان اللتان نقرؤهما في هذه الآية: (العزيز الحكيم).
فعزته تعالى وقدرته المطلقة تقتضي سيطرته على الوحي ومحتواه العظيم. وحكمته تستوجب أن يكون الوحي الإلهي حكيماً متناسقاً مع حاجات الإنسان التكاملية في جميع الأمور والشؤون.
وتعبير "يوحى" دليل على استمرار الوحي منذ خلق الله آدم (ع) حتى عصر النّبي الخاتم(ص) لأن الفعل المضارع يفيد الإستمرار.
﴿كَذَلِكَ يُوحِي﴾ أوحى ﴿إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ﴾ عبر بالمضارع إيذانا بأن إيحاء مثله عادته ﴿اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.