ثمّ أشارت الآية التالية إلى أمر مهم كانت الشياطين تقوم به في شأن هؤلاء الغافلين، فقالت: (وإنّهم ليصدونهم عن السبيل) (5).
فكلما صمّموا على التوبة والرجوع إلى طريق الصواب والرشاد كانت الشياطين تلقي في طريقهم الأحجار والعقبات، وتنصب الموانع في طريق عودتهم حتى لا يعودوا إلى الصراط المستقيم أبداً.
وتزين الشياطين طريق الضلال لهم إلى الحد الذي يظنون: (ويحسبون أنهم مهتدون) كما نقرأ ذلك في الآية (38) من سورة العنكبوت حول عاد وثمود: (وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين).
﴿وَإِنَّهُمْ﴾ أي الشياطين ﴿لَيَصُدُّونَهُمْ﴾ أي العاشين ﴿عَنِ السَّبِيلِ﴾ دين الله ﴿وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴾ الضمائر للعاشين.