بعد ذلك، ومن أجل أن ترفع كل نوع من الإِبهام في مسألة عبوديته، تقول الآية: (إنّ الله هو ربّي وربّكم).
الملفت للإِنتباه تكرار كلمة "الرب" مرّتين في هذه الآية، مرّة في حقّه، وأُخرى في حق الناس، ليويضح للناس أنّي وإيّاكم متساوون، وربّي وربّكم واحد.
وأنا مثلكم محتاج في كل وجودي إلى الخالق المدبر، فهو مالكي ودليلي.
وللتأكيد أكثر يضيف: (فاعبدوه) إذ لا يستحق العبادة غيره، ولا تليق إلاّ به، فهو الرب والكل مربوبون، وهو المالك والكل مملوكون.
ثمّ يؤكّد كلامه بجملة أُخرى حتى لا تبقى لمتذرع ذريعة، فيقول: (هذا صرط مستقيم) (2).
نعم، إنّ الصراط المستقيم هو طريق العبودية لله سبحانه... ذلك الطريق الذي لا إنحراف فيه ولا اعوجاج، كما جاء في الآية (61) من سورة يس: (وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم).
﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا﴾ الدين أي توحيده وعبادته ﴿صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾ دين قيم.