وتعكس الآية التالية جانباً من كراهية هؤلاء للحق واشمئزازهم منه، وكذلك مناصرتهم للباطل والتمسك به، فتقول: (أم أبرموا أمراً فإنّا مبرمون) (4) فقد حاك هؤلاء الأشرار الدسائس ودبروا المؤمرات لإِطفاء نور الإِسلام، وقتل النّبي (ص) ولم يتورعوا في إنزال الضربات بالإِسلام والمسلمين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
وفي المقابل أردنا أن نجازي هؤلاء في هذه الحياة الدنيا، وفي الآخرة بأشد العذاب.
ويرى بعض المفسّرين أن سبب نزول هذه الآية هو قضية مؤامرة قتل النبي (ص) قبل الهجرة، والتي أشير إليها في الآية (30) من سورة الأنفال: (وإذ يمكر بك الذين كفروا...) (5).
﴿أَمْ أَبْرَمُوا﴾ أحكموا ﴿أَمْرًا﴾ في كيد محمد ﴿فَإِنَّا مُبْرِمُونَ﴾ محكمون أمرا في مجازاتهم.