والآية التالية وصف وتوضيح لليلة القدر، حيث تقول: (فيها يفرق كل أمر حكيم).
التعبير بـ (يفرق) إشارة إلى أن كل الأُمور والمسائل المصيرية تقدر في تلك الليلة، والتعبير بـ "الحكيم" بيان لاستحكام هذا التقدير، وعدم تغيره، وكونه حكيماً.
غاية ما في الباب أن هذه الصفة تذكر عادة لله سبحانه، ووصف الأُمور الأُخرى بها من باب التأكيد.(6)
وهذا البيان ينسجم مع الرّوايات الكثيرة التي تقول: إنّ مقدرات كل بني آدم لمدّة سنة تقدر في ليلة القدر، وكذلك تفرق الأرزاق والآجال والأُمور الأُخرى في تلك الليلة.
وسيأتي تفصيل الكلام في هذا البحث والمسائل الأُخرى التي ترتبط بليلة القدر، وعدم التناقض بين هذا التقدير، وبين حرية البشر، في تفسير سورة القدر، إن شاء الله تعالى.
﴿فِيهَا يُفْرَقُ﴾ يفصل ﴿كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ محكم أو ذي حكمة.