التّفسير
تركوا القصور والبساتين والكنوز وارتحلوا!
لقد استخدم موسى (ع) كلّ وسائل الهداية للنفوذ إلى قلوب هؤلاء المجرمين الظلمة، إلاّ أنّها لم تؤثر فيهم أدنى تأثير، وطرق كلّ باب ما من مجيب.
لذلك يئس منهم، ولم ير لهم علاجاً إلاّ لعنهم والدعاء عليهم، لأنّ الفاسدين الذين لا أمل في هدايتهم لا يستحقون الحياة في قانون الخلقة، بل يجب أن ينزل عليهم عذاب الله ويجتثهم ويطهر الأرض من دنسهم، لذلك تقول الآية الأولى من هذه الآيات: (فدعا ربّه أنّ هؤلاء قوم مجرمون).
انظر إلى أدب الدعاء، إنّه لا يقول: اللّهم افعل كذا وكذا، بل يكتفي بأنّ يقول: اللّهمَّ إن هؤلاء قوم مجرمون لا أمل في هدايتهم وحسب!
﴿فَدَعَا رَبَّهُ﴾ لما يئس من إيمانهم ﴿أَنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ﴾ مشركون فقال تعالى.