ثمّ أضافوا: (يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به) إذ ستمنحون حينها مكافأتين عظيمتين: (يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم) (5).
المراد من: (داعي الله) نبيّ الإسلام (ص) الذي كان يرشدهم إلى الله سبحانه، ولما كان أغلب خوف الإنسان واضطرابه من الذنوب وعذاب القيامة الأليم، فقد ذكروا لهم الأمن تجاه هذين الأمرين، ليلفت انتباههم قبل كلّ شيء.
واعتبر جمع من المفسّرين كلمة (من) في (من ذنوبكم) زائدة، ليكون ذلك تأكيداً على غفران جميع الذنوب في ظل الإيمان.
في حين اعتبرها البعض تبعيضية، وأنّها إشارة إلى تلك الذنوب التي اقترفوها قبل إيمانهم، أو الذنوب التي تتعلق بالله سبحانه، لا بحق الناس.
غير أنّ الأنسب هو كون (من) زائدة وللتأكيد، والآية الشريفة تشمل كلّ الذنوب.
﴿يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ﴾ محمدا إلى الإيمان ﴿وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم﴾ الله ﴿مِّن ذُنُوبِكُمْ﴾ بعضها إذ منها المظالم ولا تغفر إلا برضا أهلها ﴿وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ يمنعكم منه.