يثمّ إنّه سبحانه بيّن - في الآية الثانية - مصير أمثال هؤلاء المداهنين قائ: (أُولئك الذي لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً).
إِنّ اليهود - كما تقول هذه الآية - لم يحصلوا من مداهنتهم الفاضحة على نتيجة، بل انهزموا في النهاية، وتحققت نبوءة القرآن الكريم في شأنهم.
إِن الآيات الحاضرة وإِن كانت قد نزلت في شأن جماعة خاصّة، ولكنها لا تختص بهم حتماً، بل تشمل كل الأشخاص المداهنين المصلحيين (الانتهازيين) الذين يضحّون بشخصيتهم ومكانتهم، بل وإِيمانهم ومعتقداتهم في سبيل الوصول إِلى مآربهم السافلة وأغراضهم الدنيئة.
فإنّ هؤلاء أبعد ما يكونون عن رحمة الله في الدنيا والآخرة، وغالباً مايؤول أمرهم إِلى الهزيمة والفشل.
إِنّ الجدير بالإِنتباه هو أنّ هذه الحالة أو الصفة الذميمة المذكورة لا تزال باقية على قوّتها عند هؤلاء القوم، فإِنا نجد كيف أنهم لا يمتنعون عن أي مداهنة مهما كانت الشروط للوصول إِلى أهدافهم، ولهذا ظلوا يعانون من هزائمهم المنكرة طول تاريخهم الماضي والحاضر.
﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا﴾ دافعا عنه العذاب.