لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثواني ...
جاري التحميل ...
التّفسير التقوى أغلى القيم الإنسانية: كان الخطاب في الآيات السابقة موجّهاً للمؤمنين وكان بصيغة: (يا أيّها الذين آمنوا) وقد نهى الذكر الحكيم في آيات متعدّدة عمّا يُوقِع المجتمع الإسلامي في خطر، وتكلّم في جوانب من ذلك. في حين أنّ الآية محل البحث تخاطب جميع الناس وتبيّن أهم أصل يضمن النظم والثبات، وتميّز الميزان الواقعي للقيم الإنسانية عن القيم الكاذبة والمغريات الباطلة. فتقول: (يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا). والمراد بـ (خلقناكم من ذكر وأنثى) هو أصل الخلقة وعودة أنساب الناس إلى "آدم وحواء"، فطالما كان الجميع من أصل واحد فلا ينبغي أن تفتخر قبيلة على أُخرى من حيث النسب، وإذا كان الله سبحانه قد خلق كلّ قبيلة وأولاها خصائص ووظائف معيّنة فإنّما ذلك لحفظ نظم حياة الناس الإجتماعية! لأنّ هذه الإختلافات مدعاةً لمعرفة الناس، فلو كانوا على شاكلة واحدة ومتشابهين لساد الهرج والمرج في المجتمع البشري أجمع. وقد اختلف المفسّرون في بيان الفرق بين "الشعوب" جمع شعب - على زنة صعب - (الطائفة الكبيرة من الناس) و"القبائل" جمع قبيلة فاحتملوا احمالات متعدّدة: قال جماعة إنّ دائرة الشعب أوسع من دائرة القبيلة، كما هو المعروف في العصر الحاضر أن يطلق الشعب على أهل الوطن الواحد. وقال بعضهم: كلمة "شعوب" إشارة إلى طوائف العجم، وأمّا "القبائل" فإشارة طوائف العرب. وأخيراً فإنّ بعضهم قال بأنّ "الشعوب" اشارة إلى انتساب الناس إلى المناطق "الجغرافية" و"القبائل" إشارة إلى انتسابهم إلى العرق والدم. لكنّ التّفسير الأوّل أنسب من الجميع كما يبدو! وعلى كلّ حال فإنّ القرآن بعد أن ينبذ أكبر معيار للمفاخرة والمباهات في العصر الجاهلي ويُلغي التفاضل بالأنساب والقبائل يتّجه نحو المعيار الواقعي القيم فيضيف قائلاً: (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم). وهكذا فإنّ القرآن يشطب بالقلم الأحمر على جميع الإمتيازات الظاهرية والمادية، ويعطي الأصالة والواقعية لمسألة التقوى والخوف من الله، ويقول إنّه لا شيء أفضل من التقوى في سبيل التقرّب إلى الله وساحة قدسه. وحيث أنّ "التقوى" صفة روحانية وباطنية ينبغي أن تكون قبل كلّ شيء مستقرّةً في القلب والروح، وربّما يوجد مدّعون للتقوى كثيرون والمتّصفون بها قلة منهم، فإنّ القرآن يضيف في نهاية الآية قائلاً: (إنّ الله عليم خبير). فالله يعرف المتّقين حقّاً وهو مطّلع على درجات تقواهم وخلوص نيّاتهم وطهارتهم وصفائهم، فهو يكرمهم طبقاً لعلمه ويثيبهم، وأمّا المدّعون الكذَبَة فإنّه يحاسبهم ويجازيهم على كذبهم أيضاً. بحثان 1 - القيم الحقّة والقيم الباطلة لا شكّ أنّ كلّ إنسان يرغب بفطرته أن يكون ذا قيمة وافتخار، ولذلك فهو يسعى بجميع وجوده لكسب القيم...إلاّ معرفة معيار القيم يختلف باختلاف الثقافات تماماً، وربّما أخذت القيم الكاذبة مكاناً بارزاً ولم تُبق للقيم الحقّة مكان في قاموس الثقافة للفرد. فجماعة ترى بأنّ قيمتها الواقعية في الإنتساب إلى القبيلة المعروفة، ولذلك فإنّهم من أجل أن تعلوَ سمعةُ قبيلتهم وطائفتهم يظهرون نشاطات وفعاليات عامة ليكونوا برفعة القبيلة وسمّوها كبراء أيضاً. وكان الإهتمام بالقبيلة والإفتخار بالإنتساب إليها من أكثر الأُمور الوهميّة رواجاً في الجاهلية إلى درجة كانت كلّ قبيلة تعدّ نفسها أشرف من القبيلة الأُخرى، ومن المؤسف أن نجد رواسب هذه الجاهلية في أعماق نفوس الكثيرين من الأفراد والمجتمعات!! وجماعة أُخرى تعوّل على مسألة المال والثروة وامتلاكها للقصور والخدم والحشم وأمثال هذه الأُمور، فتعدّها دليلاً على القيمة الشخصيّة وتسعى من أجل كلّ ذلك دائماً. وجماعة تعتبر (المقامات) السياسية والإجتماعية العليا معياراً للشخصية والقيم الإجتماعية! وهكذا تخطو كلّ جماعة في طريق خاص وتنشدّ قلوبها إلى قيمة معينة وتعدّها معيارها الشخصي! وحيث أنّ هذه الأُمور جميعها أمور متزلزلة ومسائل ذاتية ومادية وعابرة فإنّ مبدأ سماوياً كمبدأ الإسلام لا يمكنه أن يوافق عليها أبداً... لذلك يشطب عليها بعلامة البطلان ويعتبر القيمة الحقيقية للإنسان في صفاته الذاتية وخاصة تقواه وطهارة قلبه والتزامه الديني. حتى أنّه لا يكترث بموضوعات مهمّة كالعلم والثقافة إذا لم تكن في خطّ "الإيمان والتقوى والقيم الأخلاقية"...ومن العجيب أن يظهر القرآن في محيط يهتمّ بالقيمة القبلية أكثر من اهتمامه بالقيم الأُخرى، إلاّ أنّ القرآن حطّم هذه الوثنية وحرّر الإنسان من أسر العِرق والدم والقبيلة واللون والمال والمقام والثروة وقاده إلى معرفة نفسه والعثور على ضالّته داخل نفسه وصفاتها العليا. الطريف أنّ في ما ذُكر في شأن نزول الآية محل البحث لطائف ودقائق تحكي عن عمق هذا الدستور الإسلامي. منها: إنّ النّبي (ص) أمر "بلالاً" بعد فتح مكّة أن يؤذّن، فصعد بلال وأذّن على ظهر الكعبة، فقال "عتّاب بن أسيد" الذي كان من الأحرار: أشكر الله أن مضى أبي من هذه الدنيا ولم يرَ مثل هذا اليوم... وقال "الحارث بن هشام": ألم يجدْ رسول الله غير هذا الغراب الأسود للأذان؟! "فنزلت الآية الآنفة وبيّنت معيار القيم الواقعية" (1). وقال بعضهم: نزلت الآية عندما أمر الرّسول (ص) بتزويج بعض الموالي من بنات العرب "والموالي تطلق على العبيد الذين عُتقوا من ربقة أسيادهم أو على غير العرب (المسلمين) ". فتعجّبوا وقالوا: يا رسول الله أتأمرنا أن نزوّج بناتنا من الموالي "فنزلت الآية وأبطلت هذه الأفكار الخرافية" (2). ونقرأ في بعض الروايات الإسلامية أنّ النّبي (ص) خطب يوماً في مكّة فقال: "يا أيّها الناس إنّ الله قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وتعاظمها بآبائها فالناس رجلان رجل برّ تقي كريم على الله وفاجر شقي هيّن على الله والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله تعالى: (يا أيّها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير) " (3). وقد جاء في كتاب "آداب النفوس" للطبري أنّ النّبي (ص) التفت إلى الناس وهو راكب على بعيره في أيّام التشريق بمنى "وهي اليوم الحادي عشر والثّاني عشر والثّالث عشر" من ذي الحجة فقال: "يا أيّها الناس! ألا إنّ ربّكم واحد وإنّ أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأسود على أحمر ولا لأحمر على أسود إلاّ بالتقوى ألا هل بلّغت: قالوا نعم! قال: ليبلغ الشاهد الغائب" (4). كما ورد في حديث آخر بهذا المعنى ضمن كلمات قصيرة ذات معاني غزيرة أنّه (ص) قال: "إنّ الله لا ينظر إلى أحسابكم ولا إلى أنسابكم ولا إلى أجسامكم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم، فمن كان له قلب صالح تحنّن الله عليه وإنّما أنتم بنو آدم وأحبّكم إليه أتقاكم" (5). إلاّ أنّ العجيب أنّه مع هذه التعليمات الواسعة الغنية ذات المغزى الكبير ما يزال بين المسلمين من يعوّل على الدم والنسب واللسان ويقدّمون وحدة الدم واللغة على الأخوة الإسلامية والوحدة الدينية ويحيون العصبية الجاهلية مرّةً أخرى، وبالرغم من الضربات الشديدة التي يتلقّونها من جراء ذلك، إلاّ أنّهم حسب الظاهر لا يريدون أن يتيقّظوا ويعودوا إلى حكم الإسلام وحظيرة قدسه! حفظ الله الجميع من شر العصبية الجاهلية. إنّ الإسلام حارب العصبية الجاهلية في أي شكل كانت وفي أيّة صورة ليجمع المسلمين في العالم من أي قوم وقبيلة وعرق تحت لواء واحد! - لواء القومية ولا سواه - لأنّ الإسلام لا يوافق على هذه النظريات المحدودة ويعدّ جميع هذه الأُمور وهمية ولا أساس لها حتى أنّه ورد في حديث عن النّبي (ص) أنّه قال: "دعوها فإنّها منتنة" (6). ولكنّ لماذا بقيت هذه الفكرة المُنتنة مترسّخة في عقول الكثيرين ممّن يدّعون أنّهم مسلمون ويتّبعون القرآن والأخوة الإسلامية ظاهراً؟! لا ندري!! وما أحسن أن يُبنى المجتمع على أساس معيار القيم الإسلامي (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) وإن تطوى القيم الكاذبة من قوميّة ومال وثروة ومناطق جغرافية وطبقية عن هذا المجتمع. أجل، التقوى الإلهية والإحساس بالمسؤولية الداخلية والوقوف بوجه الشهوات والإلتزام بالحق والصدق والطهارة والعدل، هي وحدها معيار القيم الإنسانية لا غير، بالرغم من أنّ هذه القيم الأصيلة نسيت وأهملت في سوق المجتمعات المعاصرة وحلّت محلها القيم الكاذبة. في نظام القيم الجاهلية الذي كان يدور حول محور "التفاخر بالآباء والأموال والأولاد" لم ينتج سوى حفنة سرّاق وناهبين، غير أنّه بتبدّل هذا النظام وإحياء أصل (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) الكبير كان من ثمراته أناس أمثال سلمان وأبو ذر وعمّار وياسر والمقداد. والمهم في ثورات المجتمعات الإنسانية هو الثورة على القيم" وإحياء هذا الأصل الإسلامي الأصيل! ونختتم كلامنا هذا بحديث للنبي (ص) إذ قال: "كلكم بنو آدم وآدم خُلِقَ من تراب ولينتهينّ قوم يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان" (7). 2 - حقيقة التقوى كما رأينا من قبل، فإنّ القرآن جعل أكبر امتياز للقوى، وعدّها معياراً لمعرفة القيم الإنسانية فحسب! وفي مكان آخر عدّها خير الزاد والشراب إذ يقول: (وتزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى) (8). أمّا في سورة الأعراف فقد عبّر عنها باللباس: (ولباس التقوى ذلك خير) (9). كما أنّه عبّر عنها في آيات أُخر بأنّها واحدة من أُوَل أسس دعوة الأنبياء، ويسمو بها في بعض الآيات إلى أن يعبّر عن الله بأنّه أهل التقوى فيقول: (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) (10). والقرآن يعدّ التقوى نوراً من الله، فحيثما رسخت التقوى كان العلم والمعرفة إذ يقول: (واتقوا الله ويعلّمكم الله) (11). ويقرن التقوى بالبرّ في بعض آياته فيقول: (وتعاونوا على البرّ والتقوى). أو يقرن العدالة بالتقوى فيقول: (اعدلوا هو أقرب للتقوى). والآن ينبغي أن نرى ما هي "حقيقة التقوى" التي هي أعظم رأس مال معنوي وافتخار للإنسان. أشار القرآن إشارات تكشف أستاراً عن حقيقة التقوى، فيذكر في آيات متعدّدة "القلب" مكاناً للتقوى، ومن ضمنها قوله تعالى: (أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) (12). ويجعل القرآن "التقوى" في مقابل "الفجور" كما نقرأ ذلك في الآية (8) من سورة الشمس: (فألهمها فجورها وتقواها). ويعدّ القرآن كلّ عمل ينبع من روح الإيمان والإخلاص والنية الصادقة أساسه التقوى، كما جاء في وصفه في شأن "مسجد قبا" (في المدينة) حيث بنى المنافقون في قباله "مسجد ضرار" فيقول: (لمسجد أُسس على التقوى من أوّل يوم أحقُّ أن تقوم فيه) (13). ويستفاد من مجموع هذه الآيات أنّ التقوى هي الإحساس بالمسؤولية والتعهّد الذي يحكم وجود الإنسان وذلك نتيجةً لرسوخ إيمانه في قلبه حيث يصدّه عن الفجور والذنب ويدعوه إلى العمل الصالح والبر ويغسل أعمال الإنسان من التلوّثات ويجعل فكره ونيّته في خلوص من أية شائبة. وحين نعود إلى الجذر اللغوي لهذه الكلمة نصل إلى هذه النتيجة أيضاً لأنّ "التقوى" مشتقّة من "الوقاية" ومعناها المواظبة والسعي على حفظ الشيء، والمراد في هذه الموارد حفظ النفس من التلوّث بشكل عام، وجعل القوى تتمركز في أمور يكون رضا الله فيها: وقد ذكر بعض الأعاظم للتقوى ثلاث مراحل: 1 - حفظ النفس من (العذاب الخالد) عن طريق تحصيل الإعتقادات الصحيحة. 2 - تجنّب كلّ إثم وهو أعم من أن يكون تركاً لواجب أو فعلاً لمعصية. 3 - التجلّد والإصطبار عن كلّ ما يشغل القلب ويصرفه عن الحقّ، وهذه تقوى الخواص بل خاص الخاص (14). وفي نهج البلاغة للإمام أمير المؤمنين علي (ع) تعابير حيّة وبليغة في شأن التقوى، حيث ذكرت التقوى في كثير من خطب الإمام وكلماته القصار! ففي بعض كلماته يقارن (ع) بين التقوى والذنب فيقول: "ألا وإنّ الخطايا خيل شُمس حمل عليها أهلها وخلعت لجمها فتقحّمت بهم في النّار ألا وإنّ التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها وأعطوا أزمّتها فأوردتهم الجنّة" (15). وطبقاً لهذا التشبيه اللطيف فإنّ التقوى هي حالة ضبط النفس والتسلّط على الشهوات، في حين أنّ عدم التقوى هو الإستسلام للشهوات وعدم التسلّط عليها. ويقول الإمام علي في مكان آخر: "اعلموا عباد الله أنّ التقوى دار حصن عزيز والفجور دار حصن ذليل لا يمنع أهله ولا يحرز من لجأ إليه ألا وبالتقوى تقطع حمة الخطايا" (16). ويضيف في مكان آخر أيضاً: "فاعتصموا بتقوى الله فإنّ لها حبلاً وثيقاً عروتهُ ومعقلاً منيعاً ذروتهُ" (17). وتتّضح حقيقة التقوى وروحها من خلال مجموع التعبيرات آنفة الذكر. وينبغي الإلتفات إلى هذه "اللطيفة" وهي أنّ التقوى ثمرة شجرة الإيمان، ومن أجل الحصول على هذه الثمرة النادرة والغالية ينبغي أن تكون قاعدة الإيمان راسخة ومُحكمة! وبالطبع فإنّ ممارسة الطاعة وتجنّب المعصية والإلتفات إلى المناهج الأخلاقية تجعل التقوى راسخة في النفس، ونتيجتها ظهور نور اليقين والإيمان في نفس الإنسان، وكلّما إزداد نور التقوى إزداد نور اليقين أيضاً، ولذلك نجد التقوى في بعض الروايات الإسلامية على أنّها درجة أعلى من الإيمان وأدنى من اليقين! يقول الإمام علي بن موسى الرضا (ع): "الإيمان فوق الإسلام بدرجة والتقوى فوق الإيمان بدرجة واليقين فوق التقوى بدرجة وما قسم في الناس شيء أقلّ من اليقين". ونختتم بحثنا بأبيات تجسِّد حقيقة التقوى ضمن مثال جلي: خل الذنوب صَغيرها وكبيرها فهو التقى واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرنّ صغيرةً إنّ الجبال من الحصى. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا﴾ آدم وحواء فنسب الكل واحد وجعلناكم شعوبا﴾ جمع شعب وهو أعم طبقات النسب ﴿وَقَبَائِلَ﴾ هي دون الشعوب ودونها العمائر ثم البطون ثم الأفخاذ ثم الفصائل وقيل الشعوب للعجم والقبائل للعرب ﴿لِتَعَارَفُوا﴾ ليعرف بعضكم بعضا بالأنساب لا لتفاخروا بها ﴿إن إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ فلا تتفاضلون إلا بالتقوى ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ﴾ بكم ﴿خَبِيرٌ﴾ بأحوالكم.