(فاتّخذتموهم سخرياً حتّى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون) على أعمالهم وعقائدهم وأخلاقهم (إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا إنّهم هم الفائزون).
وأمّا أنتم فقد إبتليتم بأسوأ حالة، وبأكثر العذاب ألماً، ولا ينجدكم أحد من مصيركم الذي تستحقّونه.
وبهذا بيّنت الآيات الأربع الأخيرة السبب الرئيسي لتعاسة أهل النّار، وسبب إنتصار وفلاح أهل الجنّة بشكل صريح.
الفئة الضالّة هي التي كانت وراء تعاستها، فقد هانت حتّى لم تخاطب يوم القيامة إلاّ بما يخاطب به الكلب، لاستهزائهم بأهل الحقّ والإستهانة بمعتقداتهم السامية، فما أجدر المستهزئين بالمؤمنين بهذا المصير!
وأمّا الفئة الصالحة فقد نالت خير جزاء من الله بصبرها وإستقامتها في مواجهة العدو المعاند المغرور المتعنّت، ومواصلتهم الطريق إلى الله بإخلاص.
﴿فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا﴾ هزؤا ﴿حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي﴾ لاشتغالكم بالاستهزاء بهم ﴿وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ﴾.