التّفسير
لست وحدك المبتلى بالعدوّ
تعالج هذه الآيات مسألة المعاد من خلال نوافذ متعدّدة! ففي البداية ومن أجل تثبيت قلب النّبي (ص) وتسليته تقول: لست وحدك المرسل الذي كذّبه الكفّار وكذّبوا محتوى دعواته ولا سيّما المعاد فإنّه: (كذّبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرسّ وثمود)!.
وجماعة "ثمود" هم قوم صالح النّبي العظيم إذ كانوا يقطنون منطقة "الحجر" شمال الحجاز.
أمّا "أصحاب الرسّ" فهناك أقوال عند المفسّرين، فالكثير من المفسّرين يعتقدون أنّهم طائفة كانت تقطن اليمامة، وكان عندهم نبيّ يُدعى حنظلة فكذّبوه.
وألقوه في البئر في آخر الأمر "من معاني الرسّ هو البئر" والمعنى الآخر الأثر اليسير الباقي من الشيء، وقد بقي من هؤلاء القوم الشيء اليسير في ذاكرة التاريخ!.
ويرى بعض المفسّرين أنّهم "قوم شعيب" لأنّهم كانوا يحفرون الآبار، ولكن مع الإلتفات إلى أنّ "أصحاب الأيكة" المذكورين في الآيات التالية هم قوم شعيب أنفسهم ينتفي هذا الإحتمال أيضاً.
وقال بعض المفسّرين: هم بقايا قوم - صالح - أي ثمود، ومع الإلتفات إلى ذكر ثمود على حدة في الآية فإنّ هذا الإحتمال يبدو بعيداً أيضاً.
فعلى هذا يكون التّفسير الأوّل هو الأنسب، وهو ما إشتهر على أقلام المفسّرين وألسنتهم!.
﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ﴾ البئر الذي رسوا فيها نبيهم وهو حنظلة أو غيره وكانوا عبدة أصنام، وعنهم كان فيهم سحق النساء ﴿وَثَمُودُ﴾.