وفي الآية التالية إشارة إلى بعض الأوصاف التي يتّصف بها هؤلاء الكفّار - الذميمة المنحطّة إذ تقول الآية: (منّاع للخير معتد مريب).
"المنّاع" بحكم كونه صيغة مبالغة فإنّه يطلق على الشخص الذي يمنع كثيراً من الاُمور، فيكون التعبير بـ "منّاع للخير" يقصد به من يمنع كلّ عمل صالح فيه خير وبأيّة صورة كانت.
وقد ورد في بعض الرّوايات أنّ الآية نزلت في "الوليد بن المغيرة" حيث أنّه كان يمنع أبناء أخيه عن الإسلام ويقول لهم: طالما كنت حيّاً فلن أعينكم في حياتكم(1).
وكلمة "معتد" معناها المتجاوز على الحدود، سواءً أكان متجاوزاً لحقوق الآخرين أو لحدود الله وأحكامه!
وكلمة "مريب" مشتقّة من الريب، وتعني من هو في شكّ، الشكّ المقرون بسوء الظنّ، أو من يخدع الآخرين فيجعلهم بما يقول أو يعمل في شكّ من أمرهم .. فيضلّوا عن سواء السبيل.
﴿مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ﴾ للمال عن حقوقه ﴿مُعْتَدٍ﴾ ظالم ﴿مُّرِيبٍ﴾ شاك في الدين.