وبالرغم من أنّ هذه الآيات تتحدّث عن دفاع الشيطان عن نفسه فحسب، ولا يظهر فيها كلام على إعتراض الكفّار وردّهم على الشيطان، إلاّ أنّه وبقرينة سائر الآيات التي تتحدّث عن مخاصمتهم في يوم القيامة وبقرينة الآية التالية يتّضح جدال الطرفين إجمالا، لأنّها تقول حاكية عن ربّ العزّة: (قال لا تخصموا لديّ وقد قدّمت إليكم بالوعيد) وأخبرتكم عن هذا المصير.
إشارة إلى قوله تعالى للشيطان من جهة: (إذهب فمن تبعك منهم فإنّ جهنّم جزاؤكم جزاءً موفوراً).(2)
ومن جهة اُخرى فقد أنذر سبحانه من تبعه من الناس (لأملأنّ جهنّم منك وممّن تبعك منهم أجمعين).(3)
وهذا التهديد والوعيد واردة في سائر آيات القرآن، وهي حاكية جميعاً عن أنّ الله أتمّ الحجّة على الشياطين والإنس كلّهم ..
وحذّر كلا الفريقين من الإغواء والغواية والإضلال والضلال.
﴿قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ﴾ في الموقف إذ لا ينفعكم ﴿وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم
بِالْوَعِيدِ﴾ على الكفر على ألسنة رسلي