وإضافةً لهاتين البشارتين بشرى الدخول بسلام، وبشرى الخلود في الجنّة، يبشّرهم الله بشريين اُخريين بحيث تكون مجموع البشريات أربعاً كما أنّهم يتّصفون بأربع صفات يقول: (لهم ما يشاءون فيها).
وإضافةً إلى كلّ ذلك فإنّه (لدينا مزيد) من النعم التي لم تخطر ببال أحد.
ولا يمكن أن يتصوّر تعبير أبلغ من هذا التعبير وأوقع منه في النفس، إذ يقول القرآن أوّلا: (لهم ما يشاءون فيها) على سعة معنى العبارة وما تحمله من مفهوم إذ لا إستثناء فيها، ثمّ يضاف عليها المزيد من قبل الله ما لم يخطر بقلب أحد، حيث أنّ الله الذي أنعم على المتّقين فشملهم بألطافه الخاصّة وهم يتنعمّون فيها، وهكذا فإنّ نعم الجنّة ومواهبها ذات أبعاد واسعة لا يمكن أن توصف بأيّ بيان.
كما يستفاد من هذا التعبير ضمناً أنّه لا مقايسة بين أعمال المؤمنين وثواب الله، بل هو أعلى وأسمى منها كثيراً، والجميع في يوم القيامة يواجهون فضله أو عدله! ونجازى بعدله!
﴿لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ مما لم يخطر ببال أحد.