وبعد ذكر دلائل المعاد المختلفة وتصوير مشاهد المعاد ويوم القيامة المتعدّدة فإنّ القرآن يخاطب النّبي ويأمره بالصبر - لأنّ هناك طائفة لا تذعن للحقّ وتصرّ على الباطل فيقول: (فاصبر على ما يقولون) إذ بالصبر والإستقامة - وحدهما - يستطاع التغلّب على مثل هذه المشاكل.
وحيث أنّ الصبر والإستقامة يحتاجان إلى دعامة ومعتمد، فخير دعامة لهما ذكر الله والإرتباط بالمبدأ - مبدأ العلم القادر على إيجاد العالم - لذلك فإنّ القرآن يضيف تعقيباً على الأمر بالصبر قائلا: (وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب).
﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ﴾ أي المشركون من تكذيبك فإنهم لا يعجزون الله ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ نزهه عما لا يليق به ﴿قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ أي الفجر والعصر.