التّفسير
الدنيا، وعمرها القصير:
بما أنّ الآيات السابقة تناولت جانباً من عذاب أهل النّار الأليم، عقّبت الآيات - موضع البحث - ذلك بذكر نوع آخر من العذاب، هو العذاب النفسي الموجّه من قبل الله تعالى لأهل النّار للإستهانة بهم.
تقول الآية الأُولى: (قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين) يخاطبهم سبحانه وتعالى يوم القيامة قائلا: كم سنة عشتم فوق الأرض؟
كلمة "الأرض" في هذه الآية وكذلك القرائن التي سوف تأتي لاحقاً تدلّ على أنّ السؤال هو عن مقدار عمرهم في الدنيا بالمقارنة مع أيّام الآخرة.
فما ذهب إليه بعض المفسّرين: من أنّ المراد من هذا الإستفسار هو عن السؤال مقدار إنتظارهم في عالم البرزخ، بعيد حسب الظاهر، رغم وجود شواهد قليلة على ذلك في آيات أُخرى(1).
﴿قَالَ﴾ أي الله ﴿كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ في الدنيا والقبور ﴿عَدَدَ سِنِينَ﴾ مميز كم.