ثمّ يعرّف القرآن هؤلاء الخراصين الكذبة فيقول: (الذين هم في غمرة ساهون).
"الغمرة" في الأصل معناها الماء الغزير الذي يغطّي محلا ما .. ثمّ إستعملت على الجهل السحيق الذي يغطّي عقل الشخص!
وكلمة "ساهون" جمع لـ "ساه" وهي مشتقّة من "السهو" والمراد بها هنا الغفلة.
وقال بعضهم إنّ الجهل على مراحل.
فالاُولى هي "السهو والإشتباه"، ثمّ "الغفلة" وبعدها "الغمرة".
فيكون المعنى بناءً على هذا أنّهم ابتدوا من مرحلة السهو، ثمّ انساقوا إلى مرحلة الغفلة، ولما استمرّوا وواصلوا في هذا الطريق غرقوا في الجهل تماماً، والجمع بين هذين التعبيرين "السهو" و "الغمرة" في هذه الآية لعلّه إشارة إلى بداية هذه الحركة ونهايتها.
فعلى هذا يكون المراد من كلمة "الخراصون" هم الغارقون في جهلهم وكلّ يوم يتذرّعون بحجّة واهية فراراً من الحقّ.
﴿الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ﴾ جهل يغمرهم ﴿سَاهُونَ﴾ عما يجب عليهم.