إلاّ إنّ القرآن يخبر عن فرعون الجبّار وأعوانه بقوله: (فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ وهو مليم).
"اليمّ": كما هو مذكور في كتب اللغة وكتب الأحاديث يطلق على البحر، كما يطلق على الأنهار العظيمة كالنيل مثلا(3).
جملة "فنبذناهم" إشارة إلى أنّ فرعون وجنوده كانوا في درجة من الضعف أمام قدرة الله بحيث ألقاهم في اليمّ كأنّهم موجود لا قيمة ولا مقدار له.
والتعبير بـ (وهو مليم) إشارة إلى أنّ العقاب الإلهي لم يَمحُهُ فحسب بل التاريخ من بعده يلومه على أعماله المخزية ويذكرها بكلّ ما يشينه ويلعنه .. ويفضح غروره وتكبّره بإماطة النقاب عنهما.
﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ﴾ فطرحناهم في البحر ﴿وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ آت بما يلام عليه من الكفر والعتو.