ثمّ يذكر القرآن سرعة الريح المسلّطة على عاد فيقول: (ما تذر من شيء أتت عليه إلاّ جعلته كالرميم).
"الرميم" مأخوذ من الرمّة على زنة (المنّة) - وهي العظام النخرة البالية.
والرُمَّة - على وزن القُبّة - هي الحبل المتآكل أو الخيط البالي والرِّم(4) على وزن الجنّ - ما يسقط من الخشب أو التبن على الأرض و "الترميم" معناه إصلاح الأشياء المتآكلة(5)!
وهذا التعبير يدلّ على أنّ سرعة الريح المسلّطة على قوم عاد لم تكن سرعة طبيعيّة، بل إضافةً إلى تخريبها البيوت وهدمها المنازل، فهي محرقة وذات سموم ممّا جعلت كلّ شيء رميماً.
أجل، هذه قدرة الله التي تدمّر القوم الجبّارين بسرعة الريح المذهلة فلا تبقي منهم ومن ضجيجهم وصخبهم وغرورهم إلاّ أجساداً تحوّلت رميماً.
وهكذا أشارت الآية آنفة الذكر إشارة عابرة عن عاقبة قوم "عاد" الأثرياء الأقوياء الذين كانوا يقطنون الأحقاف وهي منطقة "ما بين عمان وحضرموت".
﴿مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ﴾ مرت ﴿عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ﴾ كالبالي المتفتت.