ولمزيد التسرّي عن قلب النّبي وتسليته يضيف القرآن: (فتولّ عنهم).
وكن مطمئناً بأنّك قد أدّيت ما عليك من التبليغ والرسالة (فما أنت بملوم).
وإذا لم يستجب اُولئك للحقّ فلا تحزن فهناك قلوب متعطّشة له جديرة بحمله وهي في إنتظاره.
وهذه الجملة في الحقيقة تذكر بالآيات السابقة التي تدلّ على أنّ النّبي كان يتحرّق لقومه حتّى يؤمنوا ويتأثّر غاية التأثّر لعدم إيمانهم حتّى كاد يهلك نفسه من أجلهم.
كما تشير الآية (3) من سورة الكهف حيث نقرأ فيها: (فلعلّك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً)... وبالطبع فإنّ القائد الحقّ ينبغي أن يكون كذلك.
﴿فَتَوَلَّ﴾ فأعرض ﴿ َعنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ﴾ على إعراضك بعد بذل الجهد في تبليغهم.