الآية التالية تثير سؤالا آخر على الإدّعاء في المرحلة الأدنى من المرحلة السابقة فتقول: (أم خلقوا السماوات والأرض).
فإذا لم يوجدوا من دون علّة ولم يكونوا علّة أنفسهم أيضاً، فهل هم واجبو الوجود فخلقوا السماوات والأرض؟! وإذا لم يكونوا قد خلقوا الوجود، فهل أوكل الله إليهم أمر خلق السماء والأرض؟ فعلى هذا هم مخلوقون وبيدهم أمر الخلق أيضاً!!.
من الواضح أنّهم لا يستطيعون أن يدّعوا هذا الإدّعاء الباطل، لذلك فإنّ الآية تختتم بالقول: (بل لا يوقنون)!
أجل، فهم يتذرّعون بالحجج الواهية فراراً من الإيمان!
(أم خلقوا السموات والأرض) المخلوقين قبل خلقهم ولا يعقل أثر بلا مؤثر (بل لا يوقنون) بذلك وإلا لوحدوه وأطاعوا رسوله.