ثمّ يتنازل القرآن إلى مرحلة اُخرى، فيذكر واحداً من الاُمور التي يمكن أن تكون ذريعة لرفضهم فيقول: (أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون).
"المغرم" - على وزن مغْنَم وهو ضدّ معناه - أي ما يصيب الإنسان من خسارة أو ضرر دون جهة، أمّا الغريم فيطلق على الدائن والمدين أيضاً.
و "المُثقَل" مشتقّ من الأثقال، ومعناه تحميل العبء والمشقّة، فبناءً على هذا المعنى يكون المراد من الآية: تُرى هل تطلب منهم غرامة لتبليغ الرسالة فهم لا يقدرون على أدائها ولذلك يرفضون الإيمان؟!
وقد تكرّرت الإشارة في عدد من الآيات القرآنية لا في النّبي فحسب، بل في شأن كثير من الأنبياء، إذ كان من أوائل كلمات النبيين قولهم لاُممهم: لا نريد على إبلاغنا الرسالة إليكم أجراً .. ليثبت عدم قصدهم شيئاً من وراء دعوتهم ولئلاّ تبقى ذريعة للمتذرّعين أيضاً.
(أم تسئلهم أجرا) على التبليغ (فهم من مغرم) عزم لك (مثقلون) أثقلهم ذلك فلا يؤمنون.