وأخيراً فإنّ آخر ما يثيره القرآن من أسئلة في هذا الصدد قوله: (أم لهم إله غير الله)؟! ويضيف - منزّهاً - (سبحان الله عمّا يشركون).
فعلى هذا لا أحد يستطيع أن يمنعهم من الله ويحميهم، وهكذا فإنّ القرآن يستدرجهم ويضعهم أمام إستجواب عجيب وأسئلة متّصلة تؤلّف سلسلة متكاملة مؤلّفة من أحد عشر سؤالا! ويقهقرهم مرحلة بعد مرحلة إلى الوراء!! ويضطرهم إلى التنزّل من الإدّعاءات ثمّ يوصد عليهم سُبُلَ الفرار كلّها ويحاصرهم في طريق مغلق!.
كم هي رائعة إستدلالات القرآن وكم هي متينة أسئلته وإستجوابه! .. فلو أنّ في أحد منهم روحاً تبحث عن الحقّ وتطلبه لأذعنت أمام هذه الأسئلة وإستسلمت لها.
الطريف أنّ الآية الأخيرة من الآيات محلّ البحث لا تذكر دليلا لنفي المعبودات ممّا سوى الله، وتكتفي بتنزيه الله (سبحان الله عمّا يشركون).
وذلك لأنّ بطلان اُلوهية الأصنام والأوثان المصنوعة من الأحجار والخشب وغيرهما مع ما فيها من ضعف وإحتياج أجلى وأوضح من أي بيان وتفصيل آخر، أضف إلى كلّ ذلك فإنّ القرآن استدلّ على إبطال هذا الموضوع بآيات متعدّدة غير هذه الآية.
(أم لهم إله غير الله) يمنعهم منه (سبحان الله عما يشركون) من الآلهة والاستفهام بأم في الكل للإنكار والتقريع.